صحافة البحث

هل تتبنى الصحفية هاجر الريسوني أفكارا إسلاموية؟

- الإعلانات -

لم تمل مجموعة من المواقع والجرائد، التي أدانت منذ اللحظة الأولى الصحفية هاجر الريسوني، بعد اعتقالها ومتابعتها رفقة خطيبها  الجامعي رفعت الآمين وطبيب نساء ومساعدته وممرض، بتهم “الفساد”، “الإجهاض” و”محاولة الإجهاض” و”تقديم معطيات غير صحيحة”، (لم تمل) من إظهار الرابط العائلي بين الصحفية هاجر الريسوني وأحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. 

هذا الربط لم تستحضره فقط المواقع المعروفة على أنها مواقع تعتمد “التشهير” وعدم “الدقة” في الإخبار، بل حتى موقع لوديسك الذي يديره الصحفي علي عمار، قام بنشر مقال يستحضر الربط بين هاجر وعمها أحمد الريسوني، وأيضا نشر مجموع. من المعطيات المتواجدة في محاضر الشرطة وفي الخبرة الطبية التي أنجزت على هاجر الريسوني، دون استحضار أي بُعد حقوقي في التعامل (صحفيا) مع قضية مرتبطة بحرية (حق المرأة في الاجهاض) من الحريات الفردية، المعروف نضال التيارات التقدمية والحداثية في المغرب من مأسسة هذا الحق وسد الطريق ومخطار “الإجهاض السري”. 

سليمان الريسوني، رئيس تحرير جريدة “أخبار اليوم” وعم الصحفية هاجر الريسوني

سليمان الريسوني، رئيس تحرير جريدة “أخبار اليوم” وعم الصحفية هاجر الريسوني أوضح في تصريح لموقع µ “شخصيا ما فاجأني هو أن ينساق موقع مثل لوديسك مع رواية مواقع التشهير”. مضيفا “للأسف لقد صدقت أن صاحبه علي عمار عاد إلى حضن الصحافة المستقلة، لكن يبدو أن الجهة التي تمسكه من لسانه، لم تفرج عنه بعد. كيف ينساق موقع علي عمار مع رواية صحافة التشهير التي ربطت بين هاجر وبين عمها أحمد الريسوني، مع أن هاجر علمانية وليبرالية في مواقفها من الدين والحريات الفردية وغيرهما، ويمكن بسهولة العودة إلى تدويناتها للتأكد من ذلك..”. 

وأضاف الريسوني “ إن الذين يربطون هاجر بأحمد الريسوني أسوأ من أولئك الذين يذكرون اسم علي عمار مقرونا بالعقوبة السجنية التي قضاها بتهمة الاختلاس في مالية مؤسسة بنكية كان يشتغل فيها، أو أولئك الذين يقولون إن السلطات أعطته مبالغ مالية ومعلومات سرية ليكتب ضد الامير مولاي هشام..” موضحا :أقول أسوأ لأن علي عمار على الأقل قضى العقوبة السجنية عن تلك التهمة، بصرف النظر حول ما إذا كان قد اختلس أم لا، كما أنه كتب ضد مولاي هشام بصرف النظر حول ما إذا كان قد تلقى مقابلا عن ذلك أم لا؟، لكن هاجر الريسوني لا علاقة فكرية أو إيديولوجية لها بأحمد الريسوني”.

هل هاجر إخوانية؟ 

خولة الجعيفري، الصحفية بجريدة “أخبار اليوم” والصديقة المقربة من هاجر الريسوني، قالت في تصريح لموقع µ : “هاجر لها فكر متحرر جدا، فهي تضع “الزيف” وليس للحجاب الشرعي، “ولفات خرقة فوق راسها”، مضيفة في ذات التصريح أن “هاجر يسارية في أفكارها، متحررة في فكرها بشكل تام”. 

الصحفية خولة الجعيفري رفقة الصحفية هاجر الريسوني أثناء تسلمهما الجائزة الوطنية للصحافيين الشباب

وأضافت الجعيفري أن “هاجر إنسانة محبة للحياة والموسيقى، تعزف العود والكمان وتغني.. وهذا ما لا يعرفه عليها إلا المُقرّبون”، موضحة في ذات السياق أن “هاجر صوتها جميل جدا، وتهوى المغامرة اشتغلت على روبورتاجات عديدة تهم المرأة والمساواة، ولا تفلت أي ندوة أو نقاش في هذا الموضوع”. لتضيف “فكريا تختلف كثيرا عن أحمد الريسوني، ولا تتفق معه تقريبا في 90 بالمائة من مواقفه ولكنها تقدره وتحترمه، هو الاخر يعلم جيدا أنها لحوحة وتختلف معه ويحاول أن يجاريها في النقاش أو يوقفها، فهي لحوحة في السؤال والبحث وبالنسبة لها الدين يدخل في نطاق الحرية الشخصية ويجب أن يكون اختياري”. 

واسترسلت الصحفية خولة الجعيفري: “مرة كنا كنهضرو قالتلي في الحقيقة الطفل في بداية سنه ماخصوش يقرأ الدين فالمدرسة، خصو يعيش طبيعي ككائن سوي بعدما ينضج فكره في سن معين ويبدأ في طرح الأسئلة أنا ذاك يسعه التعرف على الدين”. 

موقف هاجر من الحريات الفردية

أعلنت هاجر الريسوني بشكل واضح، سابقا، موقفها من الحريات الفردية حيث اعتبرت في منشور تعليق لها على الفايسبوك، حصل موقع µ عليه بمساعدة صديقتها الصحفية خولة الجعيفري، معتبرة : أن علاقة بين شخصين حرية شخصية وهذا الموقف قد يسقط في أي واحد منا نحن بشر سواء إسلامي أو حداثي يساري..” حاسمة في ذات المنشور تبنيها أي توجه إيديولجي كاتبة:“على فكرة ليس لدي توجه إيديولوجي”. 

تعليق هاجر الريسوني (فايسبوك)

وعن موقفها من مسألة تعدد النساء، كتبت هاجر الريسوني في مقال سابق لها في مدونات الجزيرة: “ممارسة التعدد سواء المغلف بإطار “شرعي” أو الذي يمارسه من يسمون أنفسهم حداثيين كأنه قيمة من قيم الحداثة، يعتبر غدر وخيانة من طرف ذلك الرجل لتلك المرأة، التي اختارته لتكون رفيقة دربه ومشاركته المر قبل الحلو، وفجأة يضعها أمام الأمر الواقع وبكل أنانية يدير ظهره كأنه يتعامل مع “دمية” ويقرر بدء حياة جديدة مع الاحتفاظ بها كتراث عالمي..”. 

فلماذا يا ترى يُصر مجموعة من المواقع الإخبارية، إلى استحضار صفة ومركز عمها أحمد الريسوني كرئيس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فهل لتبرير الاعتقال أو لإظهار تنناقض (غير موجود أصلا)، أم لعزل والتأثير عىل حجم التضامن الذي عرفته هذه القضية؟ التي قبل أن تكون قضية من مع الإجهاض ومن ضده، هي قضية الدفاع عن حرية من الحريات المتعارف عليها كونيا.