انتشر على مواقع التواصل باللغة العربية مقطع مصوّر يظهر فيه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يزيل الستار عن لوحة للرئيس العراقي السابق صدّام حسين، لكن هذا المقطع مركّب.
بماذا نحقق؟
يظهر في المقطع خطيب في احتفال يدعو باراك أوباما إلى “رفع الستار عن الصورة”، وفي هذه اللحظات يظهر اسم على الشاشة: “د.ديفيد سكورتون، سكرتير سميثسونيان”.
ثم يتّجه أوباما مع شخص آخر ويزيلان ستارة كبيرة، فتظهر صورة ملوّنة للرئيس العراقي السابق صدام حسين وسط تصفيق الحاضرين.
حصل المقطع على عشرات آلاف المشاهدات على موقع فيسبوك، وتداولته صفحات وحسابات عدّة مثل هنا وهنا، شاركه منها مئات المستخدمين
صورة ملتقطة من الشاشة في 18 أيلول/سبتمبر 2019 من موقع فيسبوك
وأرفقه كثير من المستخدمين والصفحات بعنوان “الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية باراك أوباما يرفع الستار عن صورة كبيرة للشهيد البطل ( صدام حسين ) اعترافا ضمنياً بالخطأ الكارثي الذي ارتكبته في حق العراق والعراقيين في احتلالهم العراق”.
ونُشر أيضاً على موقع تويتر وعلى موقع يوتيوب.
وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار هذا الخبر على مواقع التواصل باللغة العربية في الأسبوع الأول من سبتمبر 2019.
وأثار تعليقات متعاطفة مع الرئيس العراقي السابق، لكن عدداً من المستخدمين حذروا من أن الفيديو غير صحيح.
صورة ملتقطة من الشاشة في 18 سبتمبر 2019 من موقع فيسبوك
خلفيات المنشور
غزت الولايات المتحدة على رأس تحالف عسكري العراق عام 2003 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، وأطاحت بصدام حسين لاتهام نظامه بامتلاك أسلحة دمار شامل والاشتباه بإقامته علاقات مع تنظيم القاعدة، وهو ما تبيّن أنه لم يكن صحيحا.
وفي ديسمبر، اعتقلت القوّات الأميركيّة صدام حسين في مخبأ في تكريت وسلّمته إلى السلطات العراقية في 30 يونيو 2004. وبعد ثلاث سنوات على اعتقاله، نفذ به حكم الإعدام شنقا في 30 ديسمبر 2006 لإدانته بتهم ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانيّة في مقتل 148 شخصاً في 1982 في الدجيل شمال بغداد إثر محاولة لاغتياله.
من هو ديفيد سكورتون الذي يظهر اسمه في أول المقطع؟
شغل ديفيد سكورتون، وهو طبيب وأكاديمي أميركي، منصب سكرتير مؤسّسة سميثسونيان بين يوليوز 2015 يونيو 2019.
ومؤسّسة سميثسونيان التي أُنشئت عام 1846، هي مجموعة ضخمة من المتاحف ومعاهد الأبحاث والمراكز الثقافية التي تشرف عليها الحكومة الأميركية.
هل في مؤسّسة سميثسونيان صورة لصدام حسين؟
أرشد التفتيش على محركات البحث باستخدام الكلمات المفتاحية باللغة الإنكليزية “أوباما” و”سميثسونيان” و”لوحة” إلى خبر منشور في 12 شباط/فبراير 2018 على موقع المؤسّسة عن ضمّ لوحة تصوّر باراك أوباما، وليس صدام حسين، إلى المجموعة التي تملكها.
والخبر مرفق بصورة يظهر فيها أوباما مع الشخص نفسه الذي يمكن رؤيته بجانبه في المقطع المصوّر.
وبحسب موقع المؤسّسة، وحسابها على إنستاغرام، علّقت لوحة لأوباما بريشة الفنان كيهيندي وايلي، وأخرى لزوجته ميشيل رسمتها الفنانة إيمي شيرالد، في معرض صور رؤساء الولايات المتحدة في المؤسّسة.
الفيديو الأصلي
ومن خلال البحث على موقع يوتيوب باستخدام الكلمات المفتاحية نفسها، أمكن العثور على هذا الفيديو بعنوان “إزالة الستار عن صورة لأوباما في معرض سميثسونيان”.
وفي الدقيقة الثلاثين، يظهر المقطع نفسه، ويدعو سكرتير المعهد الرئيس الأميركي السابق والفنان الذي أنجز صورته إلى رفع الستارة عنها.
وتظهر في المقطع اللوحة التي تصوّر زوجته ميشيل، لكنّ معدّي الفيديو المضلّل تعمّدوا عدم إظهارها، وركّبوا مكان لوحة باراك أوباما صورة لصدّام حسين.