صحافة البحث

تشكيليون أو مطبِّعون.. تفاصيل مشاركة فنانين مغاربة في “بينالي القدس” بإسرائيل

- الإعلانات -

أثارت مشاركة مجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة في “بينالي” القدس بإسرائيل مجموعة من ردود الأفعال، سواء في صفوف المهنيين التشكيليين أو حملة المقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل MACBI، الذين أدانوا مشاركة هؤلاء التشكيليين واعتبروها تطبيعا مع الكيان الإسرائيلي، و”المساهمة في دعم خطته لتكريس الاحتلال وطمس حقوق الشعب الفلسطيني

كما اعتبرت حملة المقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل في بلاغها، عن استنكارها “قيام مجموعة من الفنانين/ات التشكيليين/ات المغاربة المشاركة في معرض فنيّ ضمن مهرجان “بيانال” الإسرائيليّ المقام على أراضي مدينة القدس المحتلة ما بين 10 أكتوبر و 28 نوفمبر 2019، وتعتبر أنّ هذه المشاركة التطبيعية ما هي إلا ترسيخ لنظام الاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري الاسرائيلي، ووصمة عار على جبين دولة المغرب التي سمحت بمشاركة كهذه، وهي تترأس لجنة القدس في منظمة المؤتمر الإسلاميّ.

فحسب معايير مناهضة التطبيع ومعايير المقاطعة الثقافية، يضيف بلاغ “ماكبي” التي أقرتها اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل (BNC)، وهي أوسع ائتلاف في المجتمع الفلسطيني وقيادة حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، فإنّ هذه المشاركة وأيّ مشاركات مماثلة من شأنها أن تضعف نضال شعوب المنطقة العربية ضد نظام الاستعمار الإسرائيلي وتطبّع وجوده في المنطقة العربية وتساهم في خلق الانطباع بأن إسرائيل “دولة طبيعية”، مما يعد مساهمة في التغطية على الجرائم الإسرائيلية بحق شعوب المنطقة العربية، وبالذات الشعب الفلسطيني.

عميت حاي كوهن أمين معرض “زيارة” الذي شارك فيه تشكيليون مغاربة

وأوضح ذات المصدر: ألم يشعر هؤلاء الفنانون/ات بأي حرج لعرض أعمالهم/هن في بلد يسيطر عليه نظام استعمار-استيطاني احتلالي وفصل عنصريّ، لا سيّما في مدينة القدس التي تتعرّض لمحاولات محمومة تهدف إلى تطهيرها عرقياً وتفريغها من أهلها؟ وكيف يشعرون وأعمالهم/هن الفنية يستغلها هذا النظام للتغطية على عدوانه المستمر على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة يقبعون تحت حصار وحشي منذ أكثر من 12 عاماً، وعلى احتجاز الآلاف من الأسرى والأسيرات والمعتقلين/ات الاداريين/ات، فضلاً عن حرمان اللاجئين الفلسطينيين من أبسط حقوقهم وعلى رأسها حق العودة، وعلى التوسّع الاستيطاني المستمر، عدا عن قائمة طويلة من القوانين العنصرية لم يكن آخرها قانون “الدولة القومية اليهودية” والذي يشرعن دستورياً نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي القائم منذ العام 1948.

من جهتها اعتبرت كل من الجمعية المغربية للفنون التشكيلية والنقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، في بلاغ لهما، أن الفنانين الذين قبلوا الدعوة للمشاركة والعرض في بينالي القدس المحتلة “لا يمثلون سوى أنفسهم، وهم بالتالي لا يحترمون البتة التوجهات الفلسفية أو الإنسانية لهيئتينا اللتين كانتا على الدوام إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضالاته”.

ملصق معرض زيارة

ومن جهة أخرى اعتبر محمد المرابطي في تصريح لـ”موقع µ أن المشاركة في معرض زيارة ببينالي القدس جاءت من خلال دعوة ليهود مغاربة ولم يتم استدعاءه من قبل أي جهة رسمية داخل إسرائيل”. موضحا “ذهبت من أجل إنجاز لوحة كبيرة في ذلك المكان ولم أحمل معي أي لوحات فنية إلى هناك لسبب بسيط أني أرفض البيع والشراء مع الصهاينة”، مضيفا “اللوحة التي رسمت وتركتها معروضة هناك تحمل ألوان العلم الفلسطيني”، موضحا “لا أفهم الهجمة التي أثارت حول هذه المشاركة التي جاءت من قبل فنانين مغاربة يهود”. 

وجوابا على سؤال كون أن العمل الذي قام به هو استغلال لإسمه في عمل تطبيعي مع إسرائيل؟ أوضح المرابطي: “أنا ذهبت بدعوة من أشخاص مغاربة وهدفي هو معرفة ما يحدث هناك، ويمكن أن يكون ذهابي إلى هناك خطأ، ولا أجد حرجا في الاعتذار إن ناقشنا الأمر بهدوء. لذلك أدعو حملة المقاطعة وسيون أسيدون الذي تواصل معي أن ينظم مناظرة حول هذا الموضوع وتنويرنا حول الأمر، ولكن أجد حرجا من الاعتذار”. 

ويشارك في معرض “زيارة” الذي ينظمه التشكيلي المغربي الإسرائيلي أميت هاي كوهين كل من محمد المرابطي، محمد الباز، محمد مريد، أمينة الأزرق، شامة المتالي، إيزا جينيني وآخرون. 

جانب من المشاركة المغربية في بينالي القدس