صحافة البحث

إيرينا تسوكرمان.. من سفيرة التطبيع مع إسرائيل إلى الدفاع عن NSO ومهاجمة عمر الراضي

- الإعلانات -

فجأة ظهرت إيرينا تسوكرمان حقوقية أو صحافية أمريكية تهاجم عمر الراضي وتصفه بذات الأوصاف، التي اجتهدت في شنها بعض المواقع التي تحترف التشهير وتنتعش داخل ترويج حميمية والحياة الخاصة للمُنتقدين والصحافيين المستقلين، لكن هذه المرة في منبر ناطق باللغة  الإنجليزية أسس حديثا ويصدر من الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة يوضحها ذات الموقع، أنها تمويل ذاتي. وتعمدت بعض المواقع المغربية، التي انحازت منذ البداية وقبل إحالة الراضي الخلط بينه وبين المجلة الشهيرة فورين بوليسي التي أسسها الباحث الأمريكي المعروف صامويل هنتغتون سنة 1970. 

مقالات على بياض

يوم 3 غشت 2020، كتبت الصحفية الأمريكية مقالا في الموقع المذكور عنونته بـ « على منظمة العفو الدولية حماية المجتمع من عمر الراضي، وليس الدفاع عنه »، والذي خصصته لإعطاء الدروس في التماس المتواجد بين الناشط والصحفي وذلك كله لنزع وصف عمر الراضي بأنه صحافي استقصائي وبالتالي صاحب الرأي لا يمكنه أن يمارس صحافة الاستقصاء وذلك بربط متعسف، ذكي بعض الشيء على حملة التبخيس من صفة عمر كصحفي استقصائي من قبل بعض المنابر التي تحترف التشهير، لكن بهدف أساسي ولازمة  التي تتردد في كل المقالات، التي كتبتها حول الموضوع، هو تبرئة شركة NSO الإسرائيلية من عملية التجسس التي تم رصدها قبل أمنستي من قبل معهد سيتزن لاب الكندي وحرر بشأنها تقرير أممي بمجلس حقوق الإنسان بجنيف بسبب ترويجها لتقنية التجسس على النشطاء والصحافيين في دول مختلفة.

وفي المقال الأخير الذي كتبت تسوكرمان « المناهضة للمنظمات الدولية لحقوق الإنسان » والمدافعة عن مؤسسات الكيان الصهيوني، يوم 23 غشت، والذي مازال على الصفحة الأولى للموقع، الذي قدم بطريقة انتحالية أنه ينتمي إلى مجلة فورين بوليسي، والحقيقة أن الموقع لا ارتباط مذكور له مع هذه المجلة العريقة. كما أن موقع جد مغمور على الويب العالمي ولا تصنيف يذكر له لا داخل الولايات المتحدة الأمريكية ولا خارجها. 

وعنونت الصحافية والمحامية والناشطة في حقوق الإنسان، كما تقدم نفسها في مرات عدة، مقالها بـ « كيف لطخ الفساد في المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان والسياسة المغربية قضية عمر الراضي »، وهو المقال الذي اجتهد في إبعاد عنصر التجسس على عمر الراضي، والذي كان موضوع تقرير منظمة أمنستي الدولة والتركيز على مزاعم الاغتصاب التي ظهرت من قبل مستخدمة في موقع لوديسك ضد عمر الراضي في عز جولات التحقيق مع الراضي من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وذلك بقيام الصحافية أو المحامية الأمريكية، المدافعة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل في مختلف المقالات التي تكتبها وخاصة على موقع مغربي ناطق باللغة الإنجليزية، (قيامها) بربط متعسف للدفاع عن شركة NSO الإسرائيلية وذلك بقولها: « بينما كانت منظمة العفو تطلق حملاتها الإعلامية ضد المغرب و NSO ، ورفعت دعاوى قضائية في إسرائيل لحرمان NSO من رخصة التصدير، تراكمت المشاكل القانونية لعمر الراضي في المغرب ». 

المدافعة عن التطبيع 

الصحافيون بالنسبة لهذه الكاتبة هم من يقومون بزيارة إسرائيل وكتبت هذه الصحفية، التي صفقت لها مجموعة من المنابر التي كانت في قضية الراضي من أوائل من وجه الاتهام قبل النيابة العامة، مقالا في فبراير 2018 تشيد به بزيارة صحافيين تطبيعية لإسرائيل وتعبر أن هذا العمل سيخدم المغرب وكذلك فسلطين. 

كما اعتادت هذه الصحفية، التي كانت مقيمة بمدينة الرباط وتوقع مقالاتها من هذه المدينة، أن تكتب مقالات تصف فيها الأكل اللذيذ وجمال بيوت ومقرات منظمات وشخصيات تعمل على الدفع بالتطبيع مع الكيان الصهوني من خلال واجهة الحوار اليهودي – الإسلامي، وكذلك عبر اللقاءات التي تخدم التطبيع الثقافي بين إسرائيل والمغرب عبر لقاءات ومهرجانات تحتضنها مدينة صويرة على وجه التحديد. 

نشاط فدرالية الأمريكية للسفاريد بالمغرب التي تشتغل على التطبيع الثقافي مع إسرائيل

من تكون تسوكرمان؟

تقدم تسوكرمان نفسها على موقع linkedin على أنها مديرة تنفيذية لشركة Mapkana محامية ومحللة مختصة بحقوق الإنسان / الأمن القومي مقرها نيويورك. وهي الشركة التي شاركت بها إيرينا تسوكرمان في نقاش حول موضوع قضية الصحراء المغربية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف في أكتوبر 2019، وبالتالي فهذه الشركة التي لا موقع لها ولا تعريف عبر الأنترنيت، غير الرقم المسجلة به في الولايات المتحدة الأمريكية، خلقت للعمل في شبكات لوبي الضغط الدولي والتأثير الجيوسياسي. 

تسجيل شركة MAPKANA في أمريكا

كما أنها حسب ذات التعريف حاصلة على درجة البكالوريوس في الدراسات الدولية / بين الثقافات ودراسات الشرق الأوسط من جامعة فوردهام عام 2006 ، ودكتوراه في القانون مع التركيز على الأمن القومي من كلية الحقوق بجامعة فوردهام في عام 2009 ، حيث ساعدت في تأسيس الفرع المحلي لـ جمعية الأمن القومي والقانون.

مشاركة تسوكرمان في دورة لمجلس حقوق الإنسان المخصصة لنقاش قضية الصحراء المغربية سنة 2019

كما تتحدث إيرينا تسوكرمان، التي تقدم مرة كصحافية وأخرى كمحامية ومرات كذلك كناشطة مهتمة بالسلام إلى العديد من المواقع العربية التابعة للخليج (السعودية والإمارات) في الأونة الأخيرة في “تحاليل” أو تصريحات تهاجم فيها قطر وإيران. وتشيد بخطة الرئيس الأمريكي ترامب اتجاه ما يسمى “صفقة القرن” وتعتبر أي انتقاد له يدخل في خانة معاداة السامية والسلام بالشرق الأوسط؟

ومن بين أهم أنشطة المحامية الأمريكية في المغرب، التي تخصصت في نشر وإعادة نشر الأخبار المتعلقة بقضية عمر الراضي مع تعليقات تدينه قبل القضاء وتتهجم على منظمة أمنستي، يأتي عبر الفدرالية الأمريكية للسيفيراد، التي يقودها زوجها جازون كوبرمان بفيفر، والتي تشتغل بالأساس على تطبيع العلاقات بين دول شمال إفريقيا وإسرائيل بغطاء حوار الأديان والثقافات. كما تقوم بعدة أنشطة بشراكة مع جمعيات مغربية كمؤتمر اليهود الأفارقة في ماي 2019.

واعتقل عمر الراضي يوم 29 يوليوز الماضي من أجل التحقيق معه في تهم الاشتباه في ارتكابه جنايتي الاغتصاب وهتك العرض وتلقي أموال من جهات أجنبية بغاية المساس بسلامة الدولة الداخلية، وذلك بعد جولات من التحقيق الذي انطلق بعد نشر تقرير لمنظمة أمنستي حول استهداف الصحافي عمر الراضي بهجمات حقن شبكات الاتصالات باستخدام أدوات مجموعة “إن إس أو”.