عبد الله زعزاع: رحيل مُقاتل من اليسار
توفي ليلة الاثنين/الثلاثاء عبد الله زعزاع، آخر الجمهوريين في المغرب، بعد صراع طويل مع المرض. زعزاع الذي قضى 14 سنة من عمره بالسجن المركزي بالقنيطرة محكوما بالمؤبد في قضية مجوعة أبراهام السرفاتي بالإضافة إلى سنتين حبسا بتهمة إهانة القضاء في المحاكمة التي انطلقت سنة 1977.
لم يخف زعزاع قناعاته السياسية، التي حوكم من أجلها بالسجن المؤبد قبل صدور العفو عنه من قبل الملك الحسن الثاني سنة 1989، حيث صرّح في أكثر من مجلة وجريدة أنه جمهوري ويناضل ضد الملكية في المغرب.
الهروب من السجن
خطط عبد الله زعزاع سنة 1986، بعد استثنائه من الإفراج رفقة رفاق آخرين للهرب من السجن المركزي بالقنيطرة، وشرع في حفر نفق تحت زنزانته بحي (أ) بسجن القنيطرة رفقة كل من (إدريس بويسف الركاب ومحمد السريفي) إلى أن أعفي عنهم ءسنة 1989 وبقي النفق الذي حفر الرفاق مواريا إلى أن استعمله معتقلوا السلفية الجهادية للهرب يوم 7 ابريل 2008 أي بعد أزيد من عشرين سنة على حفره من قبل الماركسي عبد الله زعزاع ورفاقه.
على الرغم من خروجه من السجن بعفو الملكي، تعرض زعزاع لاستجوابات من طرف الأمن، الذي ظل واضعا عينه عليه، إذ تم استجوابه وهو يريد رخصة السياقة، وكذلك عندما أراد جواز السفر، ومع ذلك سيستمر في الدفاع عن المبادئ الإنسانية، وسيعمل على تأسيس مجموعة من الصحف، وكلما أغلقت أحدها بسبب مواقفها يؤسس أخرى.
أسس عبد الله زعزاع أسبوعية “المواطن” التي تم إغلاقها، ثم أسبوعية “المواطن اليوم”. كان زعزاع يحظى باحترام أبناء درب الميتر بحي بوشنتوف، وخاصة الزنقة 9، الذين أقنعوه بالترشح للانتخابات الجماعية والتشريعية في 1997، بإسم منظمة العمل الديمقراطي الشعبي.
العمل الجمعوي بنفس جذري
سنة 1999 سيؤسس عبد الله زعزاع رفقة جمعويين آخرين جمعية حي « الميتر بوشنتوف » ليبدأ بذلك معركة نضالية مختلفة بالاشتغال مع أبناء الأحياء الشعبية عن قرب. وبعد ذلك سيؤسس شبكة جمعيات أحياء الدار البيضاء سنة 2003 وهو تجمع لمجموعة من الديناميات الجمعوية بمدينة الدار البيضاء بنَفَسْ زعزاع المُحب للتنمية بتحرر، وبذلك سيبدأ في مسيرة جمعوية امتد مسارها حتى يوم وفاته (11 ماي 2021).
كتب زعزاع سنة 2019 سيرته النضالية في كتاب « معركة رجل من اليسار » وثق فيه تفاصيل مجموعة من محطات حياته منذ نشأته في حي «الصخور السوداء» إلى انتماءه للفكر اليساري وحركة «إلى الأمام»، ثم تفاصيل اعتقاله وسجنه بسجن المركزي بالقنيطرة إلى ما بعد خروجه بعفو ملكي يوم 7 ماي 1989.
عبد الله زعزاع. 2019. معركة رجل من اليسار. تمارة: كلمات للنشر. 143 صفحة. الثمن: 40 درهم/ 10€