نبيلة منيب: من الشعبوية إلى الريع الانتخابي

- الإعلانات -
تمخض الجبل فولد فأرا. هذه هي محصلة الصراع السياسي داخل فيدرالية اليسار، والهرج والمرج الذي رافق تشكيل الفدرالية من أحزاب ثلاثة، قبل سنوات، من أجل الاندماج في حزب يساري واحد، لكن حسابات السياسة النفعية (الانتخابات) كسرت هذا الحلم اليساري، لتحوله إلى مرض طفولي محصور في الانتخابات التشريعية القادمة، وبالأخص في اللائحة الجهوية التشريعية، التي عوضت لائحة النساء والشباب، لتؤسس لائحة ريعية « إقليمية »، انطلق الصراع بشأنها لأن من يترأس إحدى هذه اللوائح الاثنا عشر يضمن مقعدا سهلا داخل مجلس النواب.
نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، التي تسببت في فك هذه التحالف السياسي والانتخابي، أقل من شهرين قبل الانتخابات، لم تكن في حقيقة الأمر، تقلب الطاولة عن تكتل لا تتفق معه إيديولوجيا أو سياسيا، أو حتى تنظيميا، فإعلان المجلس الجهوي لحزب « الشمعة »، اليوم الجمعة، عن ترشيح منيب لقيادة اللائحة الجهوية لجهة الدار البيضاء – سطات، يحسم النقاش عن أسباب فك التحالف مع حزبي الطليعة والمؤتمر الاتحادي، وكذلك شق حزب الاشتراكي الموحد نفسه، الذي تناسلت داخله الاستقالات والانسحابات بعد قرار منيب الانفرادي فك التحالف الانتخابي وسحب التصريح المشترك من وزارة الداخلية دون علم مكتبها السياسي وقيادة الحزبين المشكلين للفدرالية.
محمد حفيظ: ترشح منيب في اللائحة الجهوية فضيحة سياسية
محمد حفيظ، نائب الأمينة العامة للاشتراكي الموحد، اعتبر في تصريح لموقع µ أن ترشح نبيلة منيب في اللائحة الجهوية التشريعية بمدينة الدار البيضاء، هو « فضيحة سياسية وأقدمت من أجل مقعد بئيس، قد يأتي أو لا يأتي، وإن أتى ستعيش طيلة الولاية التشريعية حاملة هذه الفضيحة، وإن لم يأتي « فلا تعليق ».
موضحا أن « القرار الذي اتخذته يوم 29 يونيو بسحب التصريح المشترك مع حزبي الطليعة والمؤتمر، لخوض غمار الانتخابات المقبلة بشكل بإسم فيدرالية اليسار الديمقراطي ظهر أنه كان هدفه الترشح المريح في هذه اللائحة الريعية للحصول على مقعد بئيس، وذلك بسبب عدم قبولها لجنة الترشيح الجهوي المشترك لفدرالية اليسار، التي يوجد فيها خمس (5) أعضاء من الحزب الاشتراكي الموحد ينتقدون منيب، وكذلك من أجل تسهيل هذا الترشيح من خارج لجان الترشيح المشترك، ونحن في المكتب السياسي الذي رفضنا ترشيح أعضاء المكتب السياسي مباشرة وأن يخضعوا بدورهم لمسطرة الترشيح المحلي ».
وأضاف حفيظ أن مسألة ترشيح منيب في اللائحة الجهوية التشريعية كان قد طرح من قبل أحد أعضاء المكتب السياسي، سابقا، وعبرت في ذلك الوقت عن رفضي لهذا المقترح واعترضت وقلت أنني لن أسكت عن هذه الممارسة التي اعتبرها: فضيحة سياسية.
دموع “الشمعة” تتساقط
دفعت منيب، بسبب انفرادها بالقرار الحزبي في مسألة أستراتيجية، مثل فك التحالف مع فدرالية اليسار، من تيار الوفاء للديمقراطي، الذي يمثله محمد الساسي ومحمد حفيظ، الشخصيتين الاتحاديتين، الأكثر احتراما في التاريخ السياسي المغربي، إلى إعلان تأسيس تيار معارض للأمينة العامة داخل حزب الاشتراكي الموحد، قبل اتخاذ منيب لقرار سحب الترشيح المشترك بأيام، وذلك بسبب الانتكاسات التواصلية التي تسببت فيها، يوضح محمد حفيظ، لكن بعد واقعة 29 يونيو قدم الساسي وحفيظ ومجموعة من أعضاء الحزب استقالتهم من الاشتراكي الموحد.
وبدأت نبيلة منيب، في فرض شخصية متسلطة وشعبوية، مباشرة بعد انتخابات 2016، التي انهزمت فيها ولم تحصل على العتبة للوصول إلى البرلمان، رغم أنها ترشحت في اللائحة الوطنية للنساء، والتي كانت تصنف أيضا باللائحة الريعية، وذلك بعدما شنت هجمات متتالية على مجموعة من أعضاء الحزب، وصلت إلى منع ومهاجمة النائب البرلماني عمر بلافريج، الذي اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي بفعل تشريعي عقلاني طيلة الولاية التشريعية 2016 – 2021، بتواصله حول دوره البرلماني في مجال التشريع ومساءلة الحكومة ببودكاسات أسبوعية.
خرجات منيب، لم تقف في حد التصارع السياسي، بل وصلت أخيرًا إلى نفس أسلوب “الشعبويات المرضية” باعتبارها أن فيروس « كورونا المستجد، الذي قتل مئات الأشخاص وانتشر بشكل كبير، مصنوع في المختبرات من طرف دولة عظمى انتجته لتقوم بعد ذلك بترويج الدواء المضاد له في مختلف أنحاء العالم ». في هذا الموضوع بالذات تجاوزت منيب إثارة الغضب فقط، كما كان عليه الحال في زمن الانتخابات التشريعية لسنة 2016، إلى إثارة السخرية داخل مواقع التواصل الاجتماعي.