أعلنت الجزائر، أمس الأربعاء، إغلاق مجالها الجو ي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، متهمة المغرب بمواصلة “الاستفزازات والممارسات العدائية” تجاهها، في تصعيد جديد للتوتر بين الدولتين الجارتين.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان إن “المجلس الأعلى للأمن قرر الغلق الفوري للمجال الجوي الجزائري على كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية وكذا التي تحمل رقم تسجيل مغربي ابتداء من اليوم”.
واتخذ القرار خلال اجتماع للمجلس برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون خص ص “لدراسة التطورات على الحدود مع المغرب، بالنظر إلى استمرار الاستفزازات والممارسات العدائية من الجانب المغربي”، وفق البيان.
وكانت الجزائر قطعت في 24 غشت الفائت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بعد أشهر من التوتر بين البلدين.
ويومها اتهم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة المغرب بأنه “لم يتوقف يوما عن القيام بأعمال غير ود ية وأعمال عدائية ودنيئة ضد بلدنا وذلك منذ استقلال الجزائر” في 1962.
والحدود الجوية الجزائرية مغلقة منذ 17 مارس بسبب جائحة كوفيد-19، وقد أعيد فتحها جزئيا في 1 يونيو أمام سبعة بلدان فقط ليس المغرب أحدها.
ونقلت وكالة (أ ف ب)، عن مصدر وصفته بالمقرب من شركة الخطوط الجوية الجزائرية، أن الرحلات التجارية المباشرة بين الجزائر والمغرب متوقفة منذ ذلك التاريخ.
وقال المصدر إن “الرحلات الجوية بين البلدين لم تستأنف، والجزائريون الراغبون بالسفر إلى المغرب يسافرون عن طريق تونس”.
وأضاف أن القرار الجزائري سيؤثر بشكل أساسي وفوري على مسارات رحلات الطائرات المغربية التي تمر عبر الأجواء الجزائرية.
ولطالما ساد التوتر العلاقات بين الجزائر والمغرب، خصوصا على خلفية ملف الصحراء، المستعمرة الإسبانية السابقة التي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه، فيما تدعم الجزائر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “بوليساريو” التي تطالب باستقلال الإقليم.
كرونولوجبا.. عقود من العلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب
يخيِّم التوتر منذ عقود على العلاقات بين الجزائر والمغرب، القوتين الوِازنتين في شمال غرب إفريقيا، وذلك بسبب ملف الصحراء الشائك، المنطقة الوحيدة التي لا يزال وضعها معلقا في القارة الإفريقية.
ويتواجه في النزاع حول الصحراء، المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “بوليساريو” المدعومة من الجزائر، وذلك منذ خروج الاستعمار الإسباني من المنطقة في سبعينيات القرن الماضي.
في العام 1963 اندلعت “حرب الرمال” بين البلدين الجارين إثر مجموعة حوادث حدودية، وقد أدت “المسيرة الخضراء” التي شارك فيها 350 ألف مغربي متجهين إلى الصحراء في العام 1975، إلى تدهور العلاقات بين البلدين.
وشكلت زيارة الرئيس الجزائري بن جديد إلى إفران، وكانت الأولى لرئيس دولة جزائري إلى المغرب منذ العام 1972، تتويجا للمصالحة.
وتم الاتفاق على مشروع أنبوب نفطي لربط الجزائر بأوروبا عبر المغرب.
وأغلقت الجزائر حدودها مع المغرب.
لكن بداية التقارب سرعان ما نسفته مجزرة أوقعت 29 قتيلا في جنوب غرب الجزائر. واتهم بوتفليقة المغرب بتسهيل تسلل إسلاميين مسلحين إلى بلاده.
وجددت الجزائر التأكيد أن “قضية الصحراء هي قضية تصفية استعمار” وأن “حلها يكمن في تطبيق القانون الدولي”.