صحافة البحث

استمرار التوتر.. حُكَّام الجزائر يُؤزِّمُون العلاقة مع المغرب

- الإعلانات -

يخيّم التوتر منذ عقود على العلاقات بين الجزائر والمغرب، القوتين الوازنتين في شمال غرب إفريقيا، وذلك بسبب ملف الصحراء الشائك، المنطقة الوحيدة التي لا يزال وضعها معلقا في القارة الإفريقية.

قتل ثلاثة جزائريين الإثنين في قصف نسب إلى المغرب واستهدف شاحنات تقوم برحلات بين موريتانيا والجزائر، كما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أمس الاربعاء. في حين علق مصدر مغربي مؤكدا أن المملكة “لن تنجر” إلى حرب مع جارتها الشرقية.

وأفاد بيان الرئاسة الجزائرية “تعرض ثلاثة رعايا جزائريين لاغتيال جبان في قصف همجي لشاحناتهم أثناء تنقلهم بين نواكشوط وورقلة في إطار حركة مبادلات تجارية عادية بين شعوب المنطقة”.

مصدر مغربي: المغرب لم يستهدف أي جزائري

بينما لم يصدر أي رد رسمي من السلطات المغربية، دان مصدر مغربي “اتهامات مجانية” ضد المملكة مؤكدا أن المغرب “لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات”.

وأضاف مشددا “إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها. المغرب لن ينجر إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة”.

واعتبر المصدر المغربي أن هذه المنطقة “تتنقل فيها حصريا الميليشيا المسلحة” لجبهة البوليساريو، مضيفا “إنه لأمر مفاجئ إذن أن تتحدث الرئاسة الجزائرية عن وجود شاحنة في هذه المنطقة، بالنظر إلى وضعيتها القانونية والعسكرية”.

وبعد معلومات أولية عن هذه الحادثة نشرت الثلاثاء على مواقع التواصل الاجتماعي، نفى الجيش الموريتاني في بيان وقوع مثل هذا الهجوم في الأراضي الموريتانية.

ممارسات عدائية

كذلك أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون هذا الأسبوع عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مرورا بالمغرب، وذلك بسبب “الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية”.

وكانت الجزائر تزود منذ العام 1996 إسبانيا والبرتغال بنحو 10 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا عبر خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا.

من جهتها أعلنت جبهة بوليساريو في نونبر 2020 إنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991، ردا على عملية عسكرية مغربية لإبعاد مجموعة من عناصر جبهة بوليساريو أغلقوا الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا المجاورة، وانتشار القوات المغربية في منطقة عازلة في الصحراء.

وبحسب مصدر مغربي مطلع، قتل ستة جنود من القوات الملكية المغربية إثر “مضايقات” من جانب البوليساريو منذ إنهاء وقف إطلاق النار.

وفي آخر قرار له حول نزاع الصحراء دعا مجلس الأمن الدولي نهاية أكتوبر كلا من المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى استئناف المفاوضات، “بدون شروط مسبقة وبحسن نية” في أفق التوصل إلى “حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين” بهدف “تقرير مصير شعب الصحراء”.

ويفترض أن تستأنف هذه المفاوضات، المتوقفة منذ عام 2019، تحت رعاية المبعوث الأممي الجديد الإيطالي ستافان دي ميستورا.

لكن الجزائر أعلنت رفضها العودة إلى طاولة المحادثات “رفضا رسميا لا رجعة فيه”. كما أدانت جبهة البوليساريو قرار أمميا “حكم مسبقا بالفشل على مهمة” دي ميستورا. في حين أعرب المغرب عن استعداده “للتعاون معه”.