وقف الصحافي سليمان الريسوني، أمس الاثنين، لأول مرة، أمام القاضي، بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، لبسط روايته حول قضية الاحتجاز وهتك العرض التي يُتابع بها، والتي حكم عليه بسببها خلال المرحلة الابتدائية بخمس سنوات سجنا نافذا، وهو الحكم الذي قوبل برفض وطني ودولي.
الصحافي سليمان الريسوني، المعروف بافتتاحياته الجريئة، على صفحات جريدة “أخبار اليوم”، المتوقفة عن الصدور، شرع في سرد روايته، في جلسة علنية، للمرة الأولى، حيث لم يتمكن من ذلك خلال المرحلة الابتدائية، بسبب إضرابه الطويل عن الطعام، والذي بلغ 122 يوما، وامتناع المحكمة عن إحضاره لمتابعة تفاصيل محاكمته.
واجه الريسوني، في جلسة أمس، الاتهامات الموجهة إليه بالحجة والرواية المسنودة، على الرغم من امتناع المحكمة من تمكينه من حق قراءة معطيات دونها بالتواريخ والتفاصيل الدقيقة.
القاضي المكلف بالملف، رفض طلب سليمان ودفاعه، بتمكينه من وثائقه التي دون عليها ملاحظاته وتفاصيلها، معتبرا أن المطلوب هو الإجابة عن أسئلة القاضي لا غير.
الصحافي سليمان الريسوني الذي خبر أصول المهنة صحافيًا ميدانيًا ورئيسًا للتحرير، كشف تناقضات تصريحات المطالب بالحق المدني في القضية، بدءًا بتناقض تصريحاته وضعف أدلته، مرورا بما أسماه “السريالية في تفاصيل روايته غير المدعومة بأي دليل مادي”.
وقال سليمان الريسوني، الذي كان مُؤازرا بدفاعه إن لـ”المطالب بالحق المدني ثلاث روايات متناقضة كليًا فيما بينها”، مضيفا “ما كتبه المطالب بالحق المدني في تدوينته الأولى، والتي تمت على أساسها المتابعة، لا علاقة له بتصريحات عند الشرطة، وأيضا خلال الاستماع إليه لدى قاضي التحقيق، وخلال المواجهة، بحيث يقدم في كل مرة رواية مختلفة”.
وشدد سليمان على أن المطالب المدني، والذي كان حاضرا في جلسة أمس يتابع أطوار المحاكمة، تحدث في تدوينته الأولى عن ما زعم إنه “محاولة هتك عرض، مضيفا بأنه قاومني وأنني أقفلت باب المطبخ الذي كانت به الخادمة، وأنه تمكن من الإفلات مني”. وزاد سليمان الريسوني، الذي قضى قرابة سنة ونصف من الاعتقال، شهورًا منها مضربا عن الطعام والماء، “عند الشرطة، قدم رواية أخرى وصار يتحدث عن هتك العرض، وبدل المقاومة والتمكن من الإفلات مني، صار يتحدث بالعكس، أي أنني تمكنت منه”.
أكثر من ذلك، يقول سليمان في رده على أسئلة القاضي “المُطالب بالحق المدني، قال في تصريحات للشرطة بأنني عرضت عليه “الفلوس” وأن لديه ما يثبت ذلك”.
وخلال مرحلة المواجهة أمام قاضي التحقيق، وبعد تقديمه ما يسمى بالتسجيل، واجه القاضي المطالب بالحق المدني بالقول “قلت في تصريحاتك أمام الشرطة إن المتهم عرض عليك مالا، لكن التسجيل الذي قدمته لا يشير لذلك، ليرد المطالب بالحق المدني: “أنا لم أقل بأنه عرض عليا مالا…وهو لم يعرض علي مالا”.
أكثر من ذلك، وقف سليمان الريسوني على رواية المطالب بالحق المدني، فيما يخص “إقفاله المطبخ الذي كانت به الخادمة”، حيث قال “مطبخ بيتي سيدي القاضي على الطريقة الأمريكية، وليس له أي باب حتى أقفله، وهذا تناقص آخر من تناقضات المطالب بالحق المدني، الذي عندما واجهته بهذه الحقيقة أمام قاضي التحقيق، صار يكذب نفسه وينفي ما كتبه في تدوينته الأولى ومقدمًا رواية جديدة، يزعم فيها على “أني أنا من قلت له إن الخادمة في المطبخ”، قبل أن يضيف “لهذا سيدي القاضي كنت ألح منذ اعتقالي على إجراء خبرة على البيت، لكن لا أحد استجاب”.
كانت القاعة تتابع تصريحات سليمان الريسوني، الذي بدأ يستعيد جزء من عافيته، بعدما كان على خط الموت، بسبب إضراب قاس عن الطعام دام لزيد من أربعة أشهر.
وسأل القاضي سليمان الريسومي عن محادثات قدمها المطالب للحق المدني، وهي رسائل عبر تطبيق ماسنجر، حيث قال الريسوني: “سيدي القاضي..أنا لا أعترف بهذه المراسلات، لكن إذا صارت جزءا من ملف القضية وعلي الرد عليها، فهي دليل براءتي”، مضيفا “المطالب بالحق المدني يقول بأنني اعتديت عليه، ويوما بعد ذلك، وهو التاريخ المسجل للمحادثات المقدمة يرسل إلي رسائل يخاطبني فيها بعبارة “حبيبي” مرفقة برسوم قلوب”. وزاد “بمقتضى القانون الجنائي فهو من يتحرش بي وأنا من علي مُقاضاته…كيف لعاقل أن يصدق بأن شخصا يزعم تعرضه لاعتداء جنسي أن يرسل لمن اعتدى عليه في اليوم الموالي رسائل غزل وقلوب ويخاطبه بـ”حبيبي”.
أسئلة القاضي تواصلت بالحديث عن علاقة سليمان بالمطالب بالحق المدني، مستفسرا كيف أنه أنكر معرفته به في البداية، حيث رد سليمان “أنا صحافي ألتقي يوميا عشرات الناس من مشارب مختلفة، صعب علي أن أذكر كل من التقيتهم، خصوصا أولئك الذين لم تستمر علاقتي بهم”.
وبعد حاولي ساعتين، أعلن القاضي تأجيل الجلسة إلى الأسبوع المقبل لمواصلة الاستماع إلى الريسوني.