صحافة البحث

عودة إلى “ما يقوله 296 شابا قرويا” لبول باسكون والمكي بنطاهر

- الإعلانات -

منذ سنوات عديدة و أنت تشتغل على المجتمع القروي المغربي ، لماذا هذا الاهتمام وكيف انتهى إليك ؟

    نعم فأنا أشتغل على المجتمع المغربي منذ عام 1953. لماذا ؟ لقد ولدت بمدينة فاس وكانت المعرفة التي حصلت عليها على المغرب قروية دائما ، فجداي من جهة أمي كما من جهة أبي كانا معمرين في منطقة فاس بين الضويات ووادي النجا …عشت طفولتي في الوسط القروي لعهد الاستعمار… وأعتقد أن اختيار مهنة ما أو بالأحرى اختيار مركز اهتمام معين في الحياة يرتبط دائما بقضايا شخصية…

   التأثير الثاني علي: أن والداي فرضت عليهما الإقامة الاجبارية خلال الحرب العالمية الثانية بسبب مقاومتهما لنظام “فيشي” الموالي للنازية في فرنسا… وبقيت وحيدا في احدى داخليات فاس ، مرفوضا من الوسط الفرنسي ولا اتصال لي بغير التلاميذ…في هذا الوقت بالذات وكرد فعل على وسطي الأصلي، شرعت في تعلم اللغة العربية التي اخترتها كلغة أجنبية أولى… والتحدث بها.

حوار فاتح لشهية الحديث عن حبيب القرية المغربية، عن صديق الفلاحين، الفرنسي الأصل، المغربي الروح، الغائب الحاضر…بول باسكون

   ففي وقت كانت القرية المغربية كبيت مظلم ، مهجور…نسجت فيه العناكب خيوطها ، وكسى الغبار دواورها ومداشرها…و في خطوة ستدخل التاريخ السوسيولوجي القروي بالمغرب…اختار باسكون أن يزيح ذاك الغبار و ينغمس في طمي حياة القرية المغربية ليتحسس نبض الوجود فيها و أنين البؤس الذي يند من وجوه سكانها.

دعونا إذن نغص في بحر التفكر ونتساءل… ؟

بول باسكون : المؤمن بأن علم الاجتماع وحده العلم الذي يليق به…بول باسكون من أبرز أعمدة السوسيولوجيا المغربية سواء في شقها الميداني أو التعليمي أو التنظيري .  شكل العمل معه و الاحتكاك به فرصة ذهبية للكثير من الباحثين و رجالات السياسة : التهامي الخياري ، محمد الطوزي ، حسن رشيق ، محمد الناجي ، عبد الحي الدوري ، المكي بنطاهر… ولائحة طويلة.

ولد باسكون بمدينة فاس و بالضبط في أحوازها القريبة سنة 1932 من أبوين فرنسيين، وحصل على الجنسية المغربية سنة 1964.

بول باسكون المتمكن من لغة الدارجة المغربية و صاحب المسار المهني الحافل بالعطاء (أبحاث، مناصب إدارية، دراسات ميدانية ، دورات تكوينية…)

هذا المغربي الروح كان دائما يسعى إلى التنمية، المنفعة العمومية، وتشجيع البحث الإمبريقي القُح أو بمعنى اخر معاشرة الميدان في معناه الحقيقي…

بول باسكون : المؤمن بأن علم الاجتماع وحده العلم الذي يليق به…بول باسكون من أبرز أعمدة السوسيولوجيا المغربية سواء في شقها الميداني أو التعليمي أو التنظيري .  شكل العمل معه و الاحتكاك به فرصة ذهبية للكثير من الباحثين و رجالات السياسة : التهامي الخياري ، محمد الطوزي ، حسن رشيق ، محمد الناجي ، عبد الحي الدوري ، المكي بنطاهر… ولائحة طويلة.

ولد باسكون بمدينة فاس و بالضبط في أحوازها القريبة سنة 1932 من أبوين فرنسيين، وحصل على الجنسية المغربية سنة 1964.

بول باسكون المتمكن من لغة الدارجة المغربية و صاحب المسار المهني الحافل بالعطاء (أبحاث، مناصب إدارية، دراسات ميدانية ، دورات تكوينية…)

هذا المغربي الروح كان دائما يسعى إلى التنمية، المنفعة العمومية، وتشجيع البحث الإمبريقي القُح أو بمعنى اخر معاشرة الميدان في معناه الحقيقي…

 أود أن أسألك يا باسكون عن الهدف من التكوين الذي تنشره ؟ ولماذا كل هذه الدورات التكوينية التي تقوم بها وكيف ؟

عندما كنت مديرا لمكتب الحوز، كان يصلني مهندسون جرى تكوينهم كلهم إذاك بفرنسا ولم يكونوا على معرفة بحقائق البلاد. لذلك كان ينبغي أن يكونوا بالمغرب و أن يقضوا في رأيي ستة أشهر سنويا بالبادية لكي يتعرفوا عليها بالفعل.

وقد أدخلت علم الاجتماع القروي المغربي إلى المعهد قبل التحاقي به، وحين التحقت به بصفة نهائية اقترحت انشاء دورات تكوينية ، وثمة اليوم ست دورات يذهب الطلبة أثنائها للعيش في القرى مع سكانها، متعرفين على مجموعة من النشاطات القروية و منفتحين بالتالي على قضية التحول الاجتماعي…

مقتطف من حوار بول باسكون مع الطاهر بن جلون…

في عقد الستينيات من القرن الماضي عام 1969، وتلبية منه لطلب من اليونسيف ، أنجز باسكون بالاشتراك مع المكي بن الطاهر وبالتعاون أيضا مع ثلة من الباحثين : محمد المعروفي ، محمد العمراني ، رشاتي ، أكومي… وآخرون. دراسة ميدانية استمرت لأشهر، تحت عنوان “ما يقوله 296 شابا قرويا” خلية الاشتغال إذن جاهزة للميدان… مهلا يا باسكون ، نعم نعلم أنك ستشتغل على الشباب القروي المغربي.

لكن أي مواضيع بالضبط ستنتقيها منهم وكيف ستحددها؟

في هذا الصدد قام باسكون بإجراء مقابلات أولية مع الشباب القروي المغربي ، قد نعتبرها دراسة استطلاعية لتحديد مواضيع اهتمام الشباب القروي انذاك … أي ذكاء هذا يا باسكون ؟ مقابلات أولية مع الشباب القروي لمدة شهر كامل لتحديد فقط مواضيع الدراسة… (المدرسة ، الشغل ، المخزن ، الماضي والحاضر ، المدينة و القرية ، الأسرة ، الجنس ، المرأة، المال، الصداقة) مواضيع اختارها باسكون ليُسائل فيها الشباب القروي بعد تلك الدراسة الاستطلاعية. إذن خلية الاشتغال جاهزة ، مواضيع الاشتغال جاهزة أيضا…

لكن ما المنهج الذي ستسلكه يا باسكون لمساءلة الشباب القروي؟

في عقد الستينيات من القرن الماضي ، حيث كان علم الاجتماع لا زال يؤسس قاعدته ، وحيث كانت الدراسات الميدانية قليلة ، والبحث السوسيولوجي مازال عظمه طريا على حد تعبير بحرنا الزاخر الأستاذ نور الدين الزاهي، سينهج الباحثان المقابلة المباشرة حيث يقولان في هذا الصدد : “جهلنا بالكيفية التي يجب أن نصوغ بها أسئلتنا وخوفنا من أن نطرح أسئلة مسترسلة وغي فارقة ، فقد اخترنا المقابلة الشبه موجهة بأسئلة مفتوحة ، كما أن عجزنا عن إنجاز المقابلة الفردية سيقودنا إلى اختيار المقابلة شبه الجماعية.

لكن لماذا هذا المنهج وليس أخر يا باسكون ؟ نريد منك تبريرا واضحا ؟
ضعف المستوى التعليمي للبعض وجهل البعض الاخر للكتابة، جعل باسكون يلجأ إلى المقابلة المباشرة. جهل الباحثان بالكيفية التي يجب أن يصوغ بها أسئلتهم وخوفهم من طرح أسئلة مسترسلة وغير فارقة، جعلهم يختارون المقابلة الشبه موجهة بأسئلة مفتوحة. استحالة القيام بمقابلة فردية دون إثارة الشبهات ولأن الباحث على حد تعبير بول باسكون بالنسبة للوسط القروي هو دائما :
« Un homme de l’État ». وهذا ما جعل باسكون يضطر إلى تبني المقابلة الشبه جماعية.

هكذا تشكلت ملامح المنهج عند باسكون بوصفه بحثا بالمقابلة المباشرة شبه جماعية وشبه موجهة عبر اعتماد الأسئلة المفتوحة المستهدفة لموضوعات محددة. ابتكار اعتبره البعض خروج عن القاعدة السوسيولوجية، في حين أن البعض الاخر اعتبره شهادة على بداية التقعيد للسوسيولوجيا بالمغرب، وأنا اعتبرته ذكاء منك يا باسكون في التعامل مع الميدان…وكأنه يقول : لا تهمك الطريقة التي اخترتها للدراسة، ولا يهمك المنهج الذي سلكته في التعامل مع الميدان، تهمك المعلومات، تهمك النتائج…ستحصل عليها.

خلية الاشتغال، الدارجة في رصيده للتواصل، مذكرة، قلم وآلة للتسجيل في محفظته…بهذه الأدوات فقط توجه باسكون والمكي بن طاهر إلى القرى المغربية.

على أي قرى بالضبط وقع اختيارك يا باسكون ؟ ومما تشكلت عينة دراستك؟

في سياق مهمتنا الأولى ألا وهي مقاربة هذه الدراسة ، وعلى خطاك يا باسكون سنُتمم الرحلة، فقد أنجز هذا المغربي الروح جداول للإجابة عن تساؤلاتنا…
الجدول الأول : متعلق بمكان الدراسة والذي توزع بين أربعة عملات آنذاك:

عمالة بني ملال: دائرة الفقيه بن صالح، مركز واد بورحمون ، قرية واد بوعزة ، البحث أقيم على 60 شاب بهذه القرية. عمالة القنيطرة : دائرة سوق لاربع، مركز دار كداري ، قرية لغراريين، البحث أقيم مع 84 شاب من هذه القرية. عمالة مراكش: دائرة قلعة سراغنة ، مركز تمليلت ، قرية تسبيحة ، البحث أقيم مع 86 شاب من هذه القرية . عمالة تازة : دائرة واد امليل ، مركز واد مليل ، قرية سيدي رقيق، البحث أقيم مع 66 شاب قروي من هذه القرية .
( بما مجموعه 296 شاب قروي )

الجدول الثاني : سيحاول باسكون من خلاله الإجابة عن من هم هؤلاء المبحوثين : أعمارهم…

الجدول الثالث: يتعلق بالمستوى الدراسي للشباب القروي.

يتراوح أعمارهم بين 12 و 30 سنة إجمالا… وتمثل فئة 12 إلى 20 سنة 60 في المائة من هذا البحث ، بمعنى الفئة الأكثر استجوابا.

الجدول الرابع: يتعلق بمختلف أنشطة الشباب القروي.

توزعت بين متمدرسين بالتعليم الابتدائي بنسبة 37 في المائة و 73 في المائة من العينة غير ملتحقين بالمدارس ، 20 في المائة من المبحوثين لديهم مستوى تعليمي ضعيف ، و 43 في المائة لديهم مستوى تعليمي جيد.

توزعت هذه الفئة بين حرفيين : الحديد ، الخشب…، متمدرسين، عاطلين عن العمل، من يملكون مشاريع تجارية صغيرة، ومنهم من يكتفي بمساعدة عائلته أو يعمل معها.

الجدول الخامس: يتعلق بالفئة السوسيومهنية للأب…

يقول باسكون في هذا الصدد أن الكثير من الشباب امتنعوا عن الاجابة عن هذا السؤال المتعلق بعمل الأب، ربما لإخفاء واقع اجتماعي، اقتصادي معين متعلق بالأب ( أب عاطل عن العمل ، متسول…) لكن عموما توزعت المهن بين (فلاحون فقراء ، عاطلون عن العمل ، فلاحون أغنياء ومتوسطون ، اداريون ، تجار…).

هنا قد وصف باسكون نوعية ملابس الشباب القروي انذاك حيث تمت الدراسة بين ماي و يونيو 1969، بمعنى حين كان الجو حارا…وانطلاقا من ملابسهم صنفهم اجتماعيا : إذ توزعت العينة بين من يرتدون جلابة وهم 6 من أصل 296 شابا قرويا ، هؤلاء أعتبرهم باسكون فقراء (جلبابهم غالبا ما يكون متسخ ، ممزق ، وأصحابها يمشون بدون حذاء…) فيما توزعت باقي العينة بين من يرتدون قميصا وسروالا مصنفة أيضا : (pauvre ,correct ,très correct….)

على حد تعبير بول باسكون .
كفانا نظري ودعنا نغص في التطبيقي يا باسكون، حيث المواضيع المنتقاة.

فكيف أنجز باسكون مقابلاته و أسئلته ؟

تمت المقابلات في كل تيمة بفضل مجموعة من الأسئلة بحيث خصصت أربعة إلى خمسة أسئلة شبه مفتوحة لكل موضوع. وقد كانت الأجوبة متفاوتة حسب طبيعة الموضوعات ، فكان أن تم تحصيل 200 جوابا في المعدل العام لكل سؤال . يقول باسكون أن القيام بالمقابلات الشبه جماعية ليس بالأمر الهين إذ يطرح السؤال من طرف الباحث الأول وتتم مناقشته بشكل جماعي ، وعلى الباحث الثاني أن يسجل ويكتب ما قاله كل مبحوث عل حدى دون إفلات الحوار، أو بالأحرى دون إفلات لمن منسوب هذا الحوار في تلك الجماعة ، يضيف باسكون أنه في المساء تتغير الأدوار بين الباحثين. عمل شاق ومرهق حقا…

دعنا إذن يا باسكون نرى مثالا ودليلا عن ما قلته؟

إن المواضيع المنتقاة كثيرة ، لكن باسكون لاحظ أن الشغل ، المال ، الجنس ، المرأة … أكثر المواضيع الجاذبة للشباب القروي أو دعنا نقول هي أكثر ما يشغل بالهم انذاك.

الشغل:

في هذا الصدد انطلق الباحثان من مفهوم الشغل بالنسبة إليهم حيث يقولان : (الشغل بالنسبة لنا نشاطا منتجا أما بالنسبة للشباب القروي فهو عناء بمثابة عقوبة على حد تعبير بول باسكون ، وواجب أخلاقي نحو الاباء ، لكن عموما هو الوسيلة التي يتم بفضلها جني المال…) يطرح باسكون هنا سؤال مهم ، أساسي مفاده : ما هي أنواع الوظائف الموجودة في القرى و المراكز الصغيرة التي وقعت دراستنا عليها…؟ ذكاء باسكون يشع من جديد ، فقبل مساءلة الشباب اختار أن يساءل المكان أولا : هل يوفر وظيفة لهؤلاء الشباب أم لا…هنا قام باسكون بتقسيم مجالات دراسته إلى مجموعتين : عمالة القنيطرة وبني ملال : الواقعة في مناطق غنية نسبيا ( حيث الزراعة الحديثة ، و حيث المحاصيل الجيدة والجديدة : كالقطن مثلا…) عمالة تازة ومراكش : الأقل تطورا (زراعة تقليدية و عمل موسمي…) تجدر الاشارة هنا إلى أن باسكون قدم دراسة وصفية دقيقة لكل قرية من القرى الواقعة اختياره لاشتغال عليها ( أين تقع ، سكانها ، المدن القريبة منها ، المتاجر المتوفرة فيها، مساحات أراضيها…هل هي منطقة زراعية أم لا…) دراسة وصفية محضة مبنية على معطيات دقيقة… باختصار وجيز فقد خلص باسكون إلى أن الشغل في العالم القروي متغيرة تابعة للسن ، فالسن هو الذي يحدد نوعية العمل الذي يجب القيام به ( قدم في هذا الصدد باسكون مراحل عمرية ومعها نوعية الأعمال التي يفرضها الوسط القروي…) ، فبالنسبة للشباب القروي الشغل هو المال ، إنه عمل بأجرة محددة ومعروفة سلفا ومن المفروض أن يكون عملا دائما وليس مؤقتا،العمل إذن هو تحصيل المال بشكل منظم وقار…وبهذا فإن الوظيفة العمومية هي أمل الشباب القروي (الخدمة مع المخزن…)… أمثلة عن أجوبة الشباب القروي فيما يتعلق بسؤال باسكون عن العمل مع الأب:

الشاب رقم 162 من المجموعة ” ب” : أرض أبي هي أرض جدي وستكون لي فيما بعد، لذلك أكرس حياتي للعمل بها.

الشاب رقم 166 من المجموعة “د”: عمل أبي لا ينتهي أريد وظيفة في المستوى و بأجر جيد.

المرأة:

توضح الدراسة في هذا الباب أن 296 شابا قرويا أغلبهم عازبون وفي الان نفسه هم في سن الاقبال على الزواج. لذلك حضر باسكون رزمة من الأسئلة بهذا الشأن حول المرأة من قبيل : ـ أدوار المرأة أو الزوجة المفترضة : داخل 120 إجابة واضحة 50 في المائة اعتبروها وسيلة انتاجية و 25 في المائة خادمة البيت و 10 في المائة مهمتها الإنجاب وتربية الأطفال، وما تبقى تناثر بين هذا الجانب أو ذاك… أمثلة عن أجوبة الشباب القروي فيما يتعلق بأدوار المرأة داخل الوسط القروي:

الشاب رقم 477: الوظيفة الرئيسية للنساء هنا بعد المطبخ هي غزل الصوف ، يأخذون الصوف كمادة خام ويصنعون به أشياء من قبيل ( بطانيات ، الجلالب، الحايك…) فمن الشائع هنا أن ترى النساء يقومون بهذا العمل داخل منزل واحد. هذه المنتجات تباع من طرف امرأة مسنة أو من طرف الزوج داخل يوم السوق.

مواصفات الزوجة المستقبلية بالنسبة للشباب القروي : في هذا الشق تضاربت الاراء بين الشباب القروي إذ أن 55 في المائة أن تتمتع بسلوك اجتماعي حسن و 31 في المائة أن تتصرف بحسن مع الزوج و 14 في المائة أن تتصرف بحسن مع أب و أم الزوج . إنها القواعد التي طغت على أراء الشباب القروي والتي تعكس حسب الدراسة سيادة النمط الأبوي في العلاقات الاجتماعية الأسرية.

الشاب رقم 238 : إذا ذهبت مع فتاة يزيد عمرها عن 12 سنة في القرية ، سيتبعك أكثر من 30 شخصا من الدوار ويرمونك بالحجارة ، ويعاقبونك…ليس الأمر كما هو في المدينة . (هذا الشاب يبلغ من العمر 19 سنة)

أمام هذا الوضع المتشدد يلجأ الشباب القروي حسب هذه الدراسة إلى ممارسة سلوكات جنسية غير سوية اطلاقا، من أصل 296 شابا قرويا 151 أجابوا عن السؤال : ماذا تفعل بين مرحلة البلوغ و الزواج وكان أن أجاب 4 العادة السرية و 12 ممارسة الجنس على الحيوانات و 23 المثلية الجنسية و 39 الجنس الميركانتيلي ، و 8 اصطياد القرص من دون مقابل مالي، و 6 عبر الاغتصاب و 11 الاكتفاء بالسجائر والكحول و السجائر و الكيف.

دراسة شئنا أم أبينا شكلت مرآة عاكسة لشباب في القروي في بعض القرى المغربية في عقد الستينيات من القرن الماضي : كيف كان يتصور هؤلاء العالم، نظرتهم للحياة، أرائهم مواقفهم، منتظراتهم، والأهم طموحاتهم…

فهل تغير نمط تفكير الشباب القروي بين مغرب الستينيات ومغرب الالفين ؟ ـ هل تحققت طموحاتهم تلك في جيل أحفادهم ؟ ـ وماذا عن القرية المغربية بين الأمس واليوم ؟ ـ وهل هذه الدراسة تقابل وتوازي وتثبت ما قاله باسكون عن المجتمع المغربي المركب؟ توهج باسكون العلمي للأسف ذاب وسط رمال الصحراء الحارقة ، فالصحراء كانت قدر باسكون وقبره، تاركا ورائه إرثا أكاديميا ضخما.

شخصيا لن أسامح لذئب الصحراء الذي أكلك يا باسكون. رحلتنا انتهت، أملا أن تكون رحلة السفر هذه إلى مغرب عقد الستينيات ممتعة.