- الإعلانات -
كتبت عن أفلام كبيرة صدرت في 2021 وصار بعضها مرشحا للأوسكار. هذه نظرة عنها في مشهد مغربي لا ينتج ما يكفي من التحليل الفيلم لإضاءة المشهد:
- ثلاثة منها مرشحة لأوسكار أفضل فيلم، وهذه الأفلام هي:
Don’t Look Up – Nightmare Alley – West Side Story

“لا تنظر للأعلى” فيلم يهاجم هذه اللحظة التاريخية وقد ينظر له طيلة 2022 كربورتاج وبعدها سيرتفع تنقيطه، فبينما تروج الحكومات في كل دول العالم للحقنة الرابعة للقضاء على شر كورونا، تروج نتلفيكس لخطر ساحق سيقضي على الحياة البشرية عاجلا. فيلم لا تنظر إلى الأعلى 2021، إخراج آدم ماكاي.
إن التهديد بقرب نهاية العالم الذي روج له السرد الديني وتروج له ألعاب الفيديو وأفلام “القيامة الآن” صار وشيكا. هناك عالمان فلكيان يعرفان مصير العالم المهدد بخطر هائل بينما الرئيسة الأمريكية وطاقمها منشغلان بمناورات انتخابية…
يتجول البروفيسور الفلكي راندل ماندي (أداء لينوناردو دي كابريو) رفقة عالمة فلكية شابة (أداء جينيفر لورانس) يحذران من خطر وشيك… يبدو من الأداء أن ديكابريو غير مقتنع بمصدر الخطر، يحاول أن تتطابق نوايا الشخصية مع أفعالها، يرتعش بشكل مبالغ فيه لتعدي حالته المتفرجين فيحتجرون…

Nightmare Alley
في فيلم “زقاق الكوابيس” 2021 للمخرج غييرمو ديل تورو. بجانب قوة الصورة، هنالك إشباع للأذن أيضا، يمكن الإصغاء للشريط الصوتي مستقلا ليظهر ثراءه، خاصة أثناء التصوير في خيام يهطل عليها المطر.
كيف كانت التسلية قبل ظهور التلفزة ويوتيوب ومنصات المشاهدة؟
جاء المخرج المكسيكي الذي يعمل في هوليود بالجواب عن عالم السيرك، الذي وفر منجم خدع بصرية كثيرة للسينما. يقدم ديكور السيرك رسوما لما يجري في الداخل على أبواب خيام الفرجة… رسومات تشبه ستوري بورد (مخطط القصة على الورق قبل التصوير). يعرض السيرك والفيلم اختبار أجساد الممثلين والحيوانات… وقد اقتبست السينما كوميديا السيرك في بداياتها، وكان شارلي شابلن رائدا في استخدام الإيماء وحصل على نجاح فني ومالي مدوي، حتى أنه تقاعد مبكرا وأقام في سويسرا.
تقدمت فرجة السيرك بفضل اختراع الكهرباء وتطور الميكانيكا…

West Side Story
يعود ستيفن سبيلبرغ بتحفة بصرية، “قصة الحي الغربي” 10-12-2121. في كل لقطة ضوء وظل، الضوء والظل وسيلة بلاغية بصرية… يتم التركيز في الصور – اللوحات – اللقطات على البعد الثالث للصورة، يتم التركيز على العمق بحيث لا يقلّ غنى عمق وخلفية اللوحة عن غنى مقدمتها حيث يجري الحدث المسرود… في الخلفية إضاءة فنية، في المقدمة شابة سمراء وشاب أبيض في مواجهة تحدي راقص، قد يمثل وضع أنف في مواجهة أنف تحديا وتهديدا… لكن الشفاه الباسمة تخفض التوتر، وقد تلتقي… في مثل هذه المشاهد يمكن قطع الصوت للاستمتاع بثراء الصورة المركبة.
يحكي سبيلبرغ بالضوء واللون… يحكي قصة مطاردات شرسة في حي شعبي في نيويورك يتزايد سكانه بسبب المهاجرين… والنتيجة صدامات وقصة حب تليق بتراجيديا شكسبيرية. رغم اللمسة التراجيدية ففي الفيلم ما يكفي من البهجة لمقاومة أجواء كورونا. والبهجة الأكبر أن يكون الفيلم هنا في الدار البيضاء في نفس اليوم الذي صدر فيه في أمريكا.
ماذا خلف جرعة المطاردات والأغاني في فيلم يمتد 156 دقيقة؟
خلفها صورة مدينة نيويورك في منتصف القرن العشرين، يتكدس المهاجرون الجدد في الأحياء القديمة التي يهجرها سكانها بعد أن تحسن دخلهم… هذا هو العمق الاجتماعي للفيلم… بدأ الفيلم بالكاميرا تنزل وانتهى بها تصعد لتعرض المكان في شموليته.
سيكولوجيا، تحتاج أمريكا حاليا تفاؤل ستيفن سبيلبرغ، لذلك يستحق فيلمه الفوز بالأوسكار.
2. في باب أوسكار أفضل تصوير سينمائي، سيكون التنافس شديدا بين صور فيلم سبيلبرغ وصور فيلم غييرمو ديل تورو على أوسكار الصورة.
3. في باب أوسكار أفضل ممثل يتقدم فيلم كوميديا عن كتابة وتصوير الكوميديا في فيلم Being the Ricardos 2021 للمخرج آرون سوركين، ومن بطولة نيكول كيدمان وخافيير باراديم، وخلاله قدم الممثلان الكبيران تطبيقا ناجحا لتعريف شابلن للتمثيل بأنه تنكر في جلد شخص آخر. فيلم عن مجد المسلسلات وعصر الرقابة على الفن في زمن أمريكا المكارثية حامية المسيحية والوطنية. كوميديا عن كتابة وتصوير ورقابة المسلسلات الكوميدية. عمل يطرح على الطاولة إشكالية عظيمة: كيف تجعل الناس يمرحون ويضحكون؟
كيف يمكن استدراج المتلقي لخداعه ثم إفهامه؟
الجواب:
السيناريو ثم السيناريو ثم السيناريو.
يستحق بارديم أوسكار أفضل ممثل في Being the Ricardos، كان أكثر طلاقة من شريكته نيكول كيدمانن وهي أيضا مرشحة لأفضل ممثلة. قدم خافيير بارديم تطبيقاً ناجحاً لتعريف شارلي شابلن للتمثيل: تنكّرٌ في جلد شخص آخر.
يستحق جي.كي.سيمونز أوسكار أفضل ممثل في دور مساعد عن نفس الفيلم. أن يترشح ثلاثة ممثلين للأوسكار عن فيلم واحد يعطي فكرة عن أن إدارة الممثل أهم من إدارة الكاميرا…
4. في باب أوسكار أفضل سيناريو أصلي، إذا ذهب لفيلم Don’t Look Up سيكون تتويج سيناريو كارثي ممتد يعطي الفيلم كل راهنيته ويجعل نهج نيتفلكس يتفوق على معاريضيه التقليديين.
5. عن فيلم غوشي يستحق ماكياج الليدي غاغا أوسكار لأنه حولها تماما بحيث لا يتذكر المتفرج ظهودها القوي في فيلم “ميلاد نجمة”.
في “غوشي” اقتحم المخرج ريدلي سكوت عالم الموضة بعد أن حصل على التمويل النادر ليحكي سيرة شخصية حقيقية عاشت في مجال ذي جاذبية رهيبة. شخصية ماوريسيو غوشي (أداء آدام درايفر). كعادته ينتقي المخرج الإنجليزي سير شخصيات معروفة للمتفرج ليقتبسها للسينما كما في أفلامه غلادياتور 2000 وروبين هود 2010. وهنا يتناول حياة غوشي، وهو شخصية قوية ورمز الأناقة الإيطالية، بل العالمية.
يدخل المتفرج عوالم شركة موضة راقية تخضع لنمط تسيير شخصية العراب المهيمنة. تجري إدارة ثروة العائلة بقواعد فيودالية وقبل رأسمالية، هذا تصوير لإيقاع عيش نخبة مصابة بهوس الثراء والترقي الاجتماعي ومراكمة المال والنفوذ القابل للتوريث للأولاد. فجأة تدخل شخصية جديدة هذا العالم الغريب عنها.
وصلت الشابة باتريسيا (أداء الليدي غاغا) محملة بأمنية وتناضل لتحقيقها. من الجيد حكي سيرة شخصية فقيرة طموحة، تتحرك في القاع لتصعد إلى السطح، لكي يصيبها الضوء. وضع الشخصية تحت أضواء الكاميرا هو وضعها تحت اختبار النار.
6. ما يوحد هذه الأفلام العظيمة هو مفهوم يخترق ويمتد في كل لقطات الفيلم وليس وقائع مختلفة… يكمن الذكاء في تصميم الأسلوب وامتداده، يكمن في وضوح الخطاطة الفنية ومقروئيتها.