- الإعلانات -
مسار أشهر أسرة مغربية مع الجهاد، هو كتاب الصحافي مصطفى الحسناوي حول “أسرة المجاطي”، من القاعدة مرورا بطالبان إلى داعش.
يتحدث الحسناوي في تقديم الكتاب، الذي صدر في نسخته الرقمية، عن لقاءه مع أسرة المجاطي: “منذ أزيد من عشر سنوات، تعرفت على “أم آدم المجاطي”، الجهادية المغربية المعروفة عالميا، وزوجة القيادي في تنظيم القاعدة، “كريم المجاطي”، المتهم الرئيسي و العقل المدبر لتفجيرات الرياض وتفجيرات الدار البيضاء وتفجيرات مدريد وتفجيرات 11 سبتمبر”.
حين تعرفت على فتيحة المجاطي “أم أدم”، يضيف الحسناوي، كان زوجها وابنها الأصغر “آدم”، قد قتلا في مواجهات مسلحة مع الأمن السعودي، وكان مر على خروجها هي وابنها الأكبر “إلياس”، من المعتقل السري “تمارة” بالمغرب، سبع سنوات.
قضى “إلياس” طفولته في معسكرات القاعدة وطالبان والجماعات الجهادية الأخرى، يضيف الكتاب في تقديمه، وكان صديقا لأطفال أغلب القيادات الجهادية، حيث كانت تجمعهم حصص التداريب العسكرية وعمليات الشحن الأيديولوجي، وكان عمره حينها ثماني أو تسع سنوات، وأخوه “آدم” يصغره بسنة واحدة، حين أخذهم والدهم إلى إمارة طالبان الإسلامية، مرورا بإسبانيا وألمانيا وإيران.

في أحضان طالبان مارست العائلة الإرهاب وتدربت عليه، وزارت معسكرات ومضافات تنظيم القاعدة، والجماعة المغربية المقالتة، والجماعة الليبية المقاتلة، متنقلة بين كابل وقندهار، وبايعت الملا عمر وبلادن.
ثم بعد سقوط طالبان، احتضنتهم مضافات القاعدة في باكستان ثم بانغلاديش ورجوعا للسعودية، حيث بدأت العائلة نشاطها السري مع فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قبل أن ينكشف أمرهم، فيقتل الوالد وابنه الأصغر، وتعتقل الأم وابنها الأكبر، في سجن “عليشة” بمدينة الرياض السعودية، ثم يتم نقلهما لسجن “تمارة” بمدينة الرباط المغربية.
استمعت لتفاصيل هذه المغامرة الإرهابية، يوضح الحسناوي، من لسان إلياس وأمه، وبدأت خطة كتابٍ عن هذه القصة تتضح معالمها في مخيلتي.
كانت فكرة إنجاز كتاب عن “إلياس” بعنوان: “طفل القاعدة”، مغرية جدا للحسناوي لذلك يوضح: حاورته ووثقت كلامه، إلى أن أنجزت ثلثي الكتاب تقريبا، لكنه ضاع مني فتراجعت عن الفكرة تماما، إلى أن ظهرت داعش في سوريا والعراق، ليبدأ فصل جديد في حياة هذه الأسرة، أو ما تبقى منها.
انخرطت “أم آدم” وابنها “إلياس”، في مشروع داعش، وتقلدا مناصب حساسة داخل التنظيم، ثم فجأة ساءت العلاقة، وأصبحت الأم وابنها مطاردين من عناصر التنظيم بتهم كثيرة وثقيلة. نتيجة للخطر الذي أصبح يحيط بهما، فكرا في أن يبوحا ببعض الأسرار ويسربا بعض الوثائق، متسائلا صحاب الكتاب: “لا أدري هل كان ذلك انتقاما من التنظيم، أم تكفيرا عن الذنوب، بعد صحوة ضمير مفاجئة حصلت لهما”.
توصل كاتب الكتاب من المجاطي وابنها بوثائق وأسرار، توثق لرحلتهما إلى أراضي داعش وأهم محطاتها، كما توثق لأعمالهما والمناصب التي تقلداها هناك، والصراعات والتصفيات الداخلية، كانا طرفا في تلك الصراعات في البداية، لكنهما كانا مع الصف الأقوى الممسك بزمام كل شيء، كانا مقربين من “اللجنة المفوضة”.
يضيف الحسسناوي، في تقديمه للكتاب دائما: “بدأت فكرة جنونية تتكون وتتطور في رأسي، إنجاز مقابلة صحافية مع “البغدادي” شخصيا، بوساطة من هذه العائلة التي كانت تربطها علاقة صداقة وثيقة مع “العدناني” الناطق الرسمي للتنظيم آنذاك، وتوصلت باستمارة من أجل ملئها، للحصول على “عقد أمان” لزيارة دولة داعش، مثل الذي حصل عليه الصحافي الألماني “يورغن”، لكن تدهور العلاقة بين العائلة والتنظيم، والانهزامات المتتالية، أجهض مشروعي، وقضى على حلمي في سبق صحفي.
عدت للتفكير مجددا في الكتاب، لكن هذه المرة لن يكون بعنوان “طفل القاعدة”، بل كتابا يحكي قصة العائلة بأكملها، ورحلتها من حياة عادية متحررة، إلى حياة التطرف والإرهاب، من المغرب إلى طالبان ومضافات القاعدة في باكستان والسعودية، ثم إلى خلافة داعش، وهي الرحلة تابعت جزءا من محطاتها مباشرة، تقاسمتها معي هذه العائلة، أو الأحرى ما تبقى من هذه العائلة.
كنت أحصل كل مرة على معلومة أو وثيقة، على فترات متباعدة، خاصة بعد أن بدأ يضيق عليهما الخناق، وبدأت علاقتهما بدأت تتأزم مع كل الأطراف.
نضجت فكرة الكتاب الذي يسرد قصة مشوقة عن هذه العائلة، فأنجزته وتريثت في نشره، فقد قدرت الثقة الكبيرة التي وضعوها في، بعد أن استأمنوني على أسرارهم الشخصية، والتي لو كنت سربتها مباشرة لقطعت أعناقهم وطارت رؤوسهم.
لقد كانوا يبحثون عن شخص يستأمنونه على أسرار ووثائق، لتبقى موثقة شاهدة على تجربتهم وشهادتهم على الفظائع والجرائم، بما فيها ما اقترفوه هم أنفسهم.
ورغم إغراءات السبق الصحافي، وضغوطات الأخبار المتواردة والمسربة، التي كانت تهدد بالتقليل من أهمية ما عندي من وثائق، كنت أقاوم رغبة الكشف عما بحوزتي، إلى أن أتأكد أن يد التنظيم لن تطالهم، كان ذلك التزاما شخصيا مني، ملاه علي ضميري فقط، وقيدتني به أخلاقي.
احتفظت بالأسرار التي كشفوها لي، إلى أن اطمأننت أنه لن يصيبهم مكروه من طرف زملائهم الدواعش، إن أنا نشرت شيئا، خاصة أن إلياس اعتقله التنظيم بتهمة التواصل مع صحافيين لكن لم يستطيعوا إثبات التهمة ضده، وبعد أن فقد التنظيم سطوته وسلطته، قررت إخراج الكتاب الذي يوثق لتجربة مثيرة ومرعبة، تستحق التأمل والدراسة”.
في الفصل الأول يقوم الحسناوي بتعريف أسرة المجاطي، بعنوان: “آل المجاطي ومغامراتهم”.
الفصل الثاني: “آل المجاطي في ضيافة طالبان والقاعدة”، يحكي قصة ذهابهم لأفغانستان، واستضافتهم من طرف طالبان، وتنقلهم بين مضافات تنظيم القاعدة، والتنظيمات الجهادية الأخرى، إلي حين سقوط طالبان، وهروبهم إلى باكستان وبانغلاديش، ثم نهاية رحلتهم في السعودية.
الفصل الثالث: “آل المجاطي في ضيافة البغدادي”، يتحدث عن رحلتهم إلى أراضي “داعش”، واستضافتهم من طرف كبار المسؤولين في التنظيم، وأهم المهام والمسؤوليات التي تقلدوها داخله، وأيضا الجرائم التي اقترفوها، والتي كانوا شهودا عليها، من خلال وثائق رسمية سرية، وشهادات أخرى لدواعش حاورتهم.
الفصل الرابع: “نهاية مغامرات آل المجاطي” والفصل الخامس: “نهاية داعش وبعض أسبابها”، أتحدث فيهما عن نهاية “آل المجاطي”، ومعهم نهاية تنظيم داعش، الذي لم يكن سوى فخا، استقطب أمثال “آل المجاطي”، في لعبة كبرى، وصراعات سياسية وعسكرية واستخباراتية. وكيف انقلب هذا التنظيم على هذه العائلة، وحاول تصفيتها والتخلص منها، وكيف هربت العائلة متخفية من قرية لأخرى، بعد أن كانت في مراكز المسؤولية في التنظيم، وقد تتبعت مسار هروبهم، من خلال الوثائق التي توصلت بها، وأفلحت في أحايين كثيرة في استنطاق الوثائق، وتتبع مسارها وتواريخها، لأعرف من أين مروا وأين استقروا، مما كانوا يخفونه عني في مراسلاتهم هروبا من مراقبة أمنية، تطيح بهم، في أيدي مخابرات داعش، واستطعت رسم مسارهم من بدايته إلى نهايته، بعد أن تم قتل الإبن واعتقال الأم من طرف قوات سوريا الديمقراطية، والتي ستختفي من معتقلها إلى حدود الساعة، بعد أن قيل إنها هربت، أو بمساعدةٍ أمريكية بحسب معلومات غير مؤكدة، حصلت عليها من صديقة مقربة منها.
خصصت أيضا حيزا مهما لإعلام داعش، وجهاز البروباغاندا عند التنظيم، فقد كنت مهتما بما يصدره، كما تطرقت أيضا لبنيات التنظيم، وأهم الاختراقات التي حدثت له، على المستويات الفكرية والعقدية والسياسية والأمنية والعسكرية، وأيضا الانشقاقات الداخلية، وصراع الأجنحة والتيارات، قبل أن ينهار ويتحول لعصابات متناحرة، عجلت برحيله.
أهمية الكتاب
تأتي أهمية الكتاب في تعريته لخطاب التطرف، معتمدا على شهادات من الداخل، ووثائق مسربة، تكشف عن الصراعات الداخلية وتصفية الحسابات، واستعمال أنصار وأعضاء التنظيم كوقود لتلك التصفيات.
الكتاب يتتبع مسار أسرة المجاطي، ويجعل قصتها، مدخلا يقارب ويرصد أساليب الاستقطاب والتجنيد والدعاية، لدى التنظيمات الإرهابية، وهو مساهمة جادة في تسليط الضوء على الإرهاب بصيغته الأنثوية، ومساهمة في كشف فخاخ التنظيم لاصطياد الشباب، ثم استغلالهم ورميهم بعد قضاء مآربها منهم، كما يسلط الضوء على مؤسسات وأساليب الدعاية والبروباغاندا لدى هذه التنظيمات وخاصة داعش.
الكتاب غني بالمعطيات والمعلومات الحساسة وغير المتوفرة أو المنشورة، سواء عن هذه المرأة في المغرب وعن محيطها وعلاقاتها وخروجها والتحاقها بالتنظيم. أو عن أنشطتها وتورطها في تعذيب السجينات لدى داعش، بل وقتل بعضهن.
وقد شاركت الطبعة الأولى من الكتاب على مدى سنة ونصف، في معرض القاهرة ومعرض الرياض ومعرض الشارقة ومعرض بغداد ومعرض أبوظبي ومعرض مسقط ومعرض الجزائر…
واشترته جامعة الشارقة، ووزارة الدفاع العمانية، وكلية نايف العسكرية بالسعودية، ومكتبة الكونجرس الأمريكية…
طريقة الاقتناء
الكتاب طبعته ونشرته دار المكتب العربي للمعارف، وطبعته الورقية موجودة في مصر، لكن تكلفة إرساله غالية نسبيا.
أما النسخة الإلكترونية فتباع من خلال هذا الرابط.