عرض يوم أمس الأحد،. ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلةـ في إطار المهرجان المغاربي للفيلم بوجدة، ثلاثة أفلام مغاربية طويلة. الأفلام التي قدمت بالتتابع اختلفت تيمياتها، بشكل جذري، بين التاريخي، الخيالي والدراما – الكوميديا.
الباروني: مُحاولة ليبية لأدرمة التاريخ
يحاول فيلم الباروني (2 س 26 د) رسم بورتريه لشخصية سليمان الباروني، الذي حاول تأسيس الجمهورية الطرابلسية بليبيا سنة 1918. جماليا: استطاع الفيلم إعادة تصوير مشاهد زمن انتقال الكولينيالية في شمال إفريقيا، وليبيا خصوصا، من الإمبراطورية العثمانية إلى الاستعمار الإيطالي والفرنسي…
يلعب دور البطولة في الفيلم، ربيع القاطي، الممثل المغربي الذي بدأ يشارك في أعمال تاريخية « ملحمية »، لكن بفوق لعب تمثيلي جعل الشخصية تدخل في رتابة الأداء، بشكل يظهر اصطناع أكبر للممثل الرئيسي، أغرق شخصية الباروني في أداء مسرحي – ملحمي، أكثر من رسم شخصية تتطور في مراحل حياته التي ظلت ثابتة وغير متغيرة، كما يفرض ذلك قانون تطور الشخصية في الكتابة الدرامية.
إشكالية أساسية أخرى ترافق الفيلم طيلة دقائقه، وهي مشكلة لغة الحوار. الحوار الأساسي باللغة العربية الفصحى، مع استعمال بعض اللهجات المغاربية، في بعض المشاهد، بدون مبرر قوي، وكذلك لخبطة في استعمال العربية و/أو الإيطالية وكذلك التركية، في المشاهد التي تصور الآخر المستعمر.
جنِّية: فيلم جزائري ضعيف
لم ينجح الفيلم الجزائري « جنّية » (94 د) في جذب الجمهور السينفيلي لحظة عرضه، لخبطة منذ بداية الفيلم في رسم حكاية رجل عجوز يعيشه وحده في منزل بعيد يرعى فتاة وجدها أمام بيته ذات ليلة، لنكتشف أنها « جنية » ويستعملها الرجل العجوز لإعادة شاب من قريته ترك أمه، وتنسج بينهما علاقة زواج فيما يعد.
لم يستطع فيلم « جنية »، حسب رأي متتبعين، من إيصال أي فكرة سينمائية، بل بقي يتخبط في مشاهد لم تظهر أي نَفس سينمائي لهذا الفيلم الذي لم ينجح في إيصال أي فكرة يمكن أن تشفع للفيلم استعماله لعالم الغيبيات.
الطابع: فيلم سياحي.
عاد رشيد الوالي بفيلم من إخراجه، مرة أخرى، بدون أن يثبت أنه قادر أن يكون مخرجا. فيلم “الطابع” (1س 40د) أعاد حميد الزوغي ككمثل بدأ الفيلم بمجهود تمثيلي كبير، من خلال دور « العربي » الذي قرر العودة إلى فكيك، لتهيئ موته وأن يدفن قرب قبر زوجته، غير أن الأبناء سيرفضون مرافقته، بينما يقرر صديقه الفرنسي (مارك صامويل) السفر معه.
غلبت المشاهد الإعلانية لمؤسسات وشخصيات من جهة الشرق على الفيلم، بشكل كبير، تبدو مقحمة بشكل مجاني في السرد الفيلمي، حتى أصبح الفيلم مجموعة من المشاهد الترويجية تفرغ القصة الأساسية للفيلم من محتواها، بدون أن يكون لها أي مبرر فيلمي، دون أن الأمر تجاري أكثر منه فيلمي.