صحافة البحث

تراجعات خطيرة داخل المكتبة الوطنية: لا اقتناء لكتب منذ 5 سنوات وحجب للمكتبة الرقمية

- الإعلانات -

ماذا يقع في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية اليوم؟ حاولنا مرارا الوصول الى المكتبة الرقمية بدون جدوى. في الوقت الذي تستجيب فيه مكتبة الملك عبد العزيز بالدار البيضاء، بفعالية ومهنية، لطلبات الباحثين في الوصول إلى بعض المراجع أو خدمات بحثية أخرى… فالغريب أن المكتبة الوطنية، اليوم لا تستجيب أدنى شروط البحث والولوج إلى المعرفة!

وفي اتصال بأحد أطر المكتبة الوطنية، صرح لموقع موبربس. :  “أن الإدارة الحالية منذ عهد وزير الثقافة والإتصال السابق محمد الاعرج حولت المكتبة إلى أوضاع كارثية، فمنذ 5 سنوات لم يتم اقتناء كتابا واحدا من الكتب بما فيها الكتب التي تنشر من قبل الكتاب المغاربة خارج المغرب والكتب المنشورة حول المغرب. وهي إحدى مهام المكتبة التي جاء بها الظهير المؤسس لهذه المؤسسة الثقافية”، وأبرز ذات المصدر، أن الخدمات التي تقدم للرواد والباحثين في تدهور مستمر.

و تشير مصادرنا، كما ورد في العديد من المواقع الإعلامية، أن السيد محمد بنسعيد قام ببعث لجنة تحقيق لإدارة المكتبة منذ 3 أشهر حول شبهات تلاعبات واختلالات في تدبير الصفقات العمومية التي اطلقها المدير الحالي. لكن إلى حدود الساعة لم تعلن أية نتائج، وهو ما دفع بالنقابة وهو ما دفع بالنقابة الوطنية لمستخدمات ومستخدني المكتبة الوطنية بإصدار بيان استنكاري، حول حادثي تعنيف تعرض لهما رواد المكتبة الوطنية، مما دفع بموظفي المكتبة خوض « شكلٍ احتجاجي يتمثل في “ارتداء الشارة الحمراء”، لمدة أسبوعٍ، للتعبير عن رفض الأوضاع والتراجعات الخطيرة على كافة الأصعدة ». 

وفي ذات السياق، أوضحت مصادرنا، أن التراجع الذي تعرفه المكتبة، منذ مدة، أثر بشكل كبير على الدور الذي من المفروض أن يناط بهذه المؤسسة الثقافية؛ « فلا مشروع ثقافي واضح، ولا برمجة ثقافية، وكذلك تدهور الخدمات، فحتى الاستنساخ الذي يقدم لرواد المكتبة وفق شروط محددة، في القانون الداخلي للمكتبة، تم إلغاؤه، ولا توجد الآن أية إمكانية لنسخ بعض المواد البيبيوغرافية المتبقية في المكتبة »، بل حتى أهم انجاز حققته المكتبة، في السابق، وهو المكتبة الرقمية التي عرفت إشادة، من طرف المتخصصين، بسبب الموارد الأرشيفية الهامة، التي كانت تحتويها، تم حجبها من الموقع الإلكتروني للمكتبة، وذلك بحجة أن الموقع تعرض للاختراق الإلكتروني. 

وكانت نقابة مستخدمي المكتبة الوطنية قد عممت، أمس الخميس 23 فبراير، ذكرت فيه « أن الأوضاع تدهورت داخل هذه المؤسسة، وبلغ بها مستوى الاحتقان درجات لا تُطاق، مشيرة إلى أن “السقطات المدوية” للإدارة، وصلت إلى حد ممارسة “البلطجة والتعنيف بشكل ممنهج تجاه المستخدمين والمرتفقين ».

واتهمت النقابة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، الإدارة بـ”التضييق على المستخدمين وترهيبهم وابتزازهم وزرع الفتنة بينهم، بهدف التعتيم على الفساد المستشري على كافة المستويات”.