بعد زلزال الحوز، تمثل إعادة بناء منطقة الحوز والأطلس الكبير، تحديًا كبيرًا للمغرب خلال الأشهر القديمة. هناك العديد من التحديات التي تواجه عملية إعادة الإعمار: مثل تشتت الدواوير، ومنطق إدارة الموارد، ومميزات سكان جبال الأطلس الكبير، وأشكال التنظيم الاجتماعي المحلي في المنطقة، والتحولات التي عرفها المنطقة من أشكال التنظيم الحديث. في هذا الحوار المصور يقوم الأنثروبولوجي حسن رشيق تقديم اقتراحاته وتوصياته للمساهمة في نجاح عملية إعادة الإعمار.
تتميز المورفولوجيا الاجتماعية لجبال الأطلس بتوزيع المساكن في دواوير تحتوي، حسب رشيق، على حوالي 60 منزلًا. يُعتبر هذا التشتت للقرى في بعض الحالات عائقًا يُنظر إليه بشكل سلبي من قبل البعض، خاصة فيما يتعلق بالكهربة وإمدادات المياه. ولكن، وفقًا لرشيق دائما، هو بالأحرى قيد مورفولوجي يفرضه التضاريس وموارد المياه. كما قد يشكل تجميع الدواوير تهديدًا لهذا التوازن البيئي والاقتصادي.
الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في المنطقة تدور حول الزراعة العائلية وزراعة الأشجار وتربية الماشية. أيضا أصبح السياحة مصدرًا للدخل، خاصةً للشباب الذين يديرون الأسرة. العمل الموسمي أو العرضي أمر شائع أيضًا، مع التنقل إلى سهول سوس للبحث عن فرص العمل المؤقت.
يعتمد التنظيم الاجتماعي، في جبال الأطلس ،على إدارة الموارد الجماعية؛ مثل المساجد وقنوات الري والمناطق الرعوية المشتركة والتعاونيات النسائية. ظهرت جمعيات التنمية كفاعلين رئيسيين، حيث جلبت تغييرات كبيرة في الديناميات الاجتماعية من خلال تمكين مشاركة الشباب والنساء الريفيين في الحياة العامة.
فلنجاح إعادة إعمار المناطق المنكوبة، يبرز رشيق أهمية التشاور والاستماع للسكان المحليين. وأيضا يوصي بإعداد بطائق معلومات مفصلة (مونوغرافيات)، لكل دوار لفهم تكوينها؛ بما في ذلك الموارد والتنظيمات الاجتماعية الموجودة واحتياجات السكان. فهذه المقاربة تتيح التخطيط بدقة أكبر والمشاركة الأفضل للمجتمعات المحلية في عملية إعادة الإعمار.