ستعرف مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالرباط، معرضا استعاديا للطباعة الفنية تحت عنوان “كرافيك 88”.
يشارك في هذا المعرض كل من الفنانين عبد الكريم الأزهر، شفيق الزكاري، نور الدين فاتحي وبوشعيب هبولي. وذلك من يوم الخميس 13 يونيو على الساعة السادسة مساء، إلى غاية 27 يونيو 2024
يعتقد الكثير من المهتمين بمجال الطباعة بأن يوهان غوتنبرغ الألماني هو أول من اخترع الطباعة بمفهومها الشاسع، لكن في الواقع هو من كان يرجع إليه الفضل في اختراع الآلة الطابعة التي تعتمد على الأحرف المتحركة. وقد ساهم في طباعة العديد من الكتب والمخطوطات المهمة، ولعل أشهرها طباعة الإنجيل المكون من 42 سطرًا في الصفحة.
لكن الأسباب الحقيقية لظهور الطباعة كانت مرتبطة بمرض الطاعون الذي أصاب أوروبا، وتسبب في موت عدد كبير من الأشخاص، مما أثر على عملية نسخ الكتب يدويا، مما دفع كوتنبيرغ إلى التفكير في اختراع الآلة الطابعة للحد من أزمة الاستنساخ، لكن واقع الأمر من الناحية التاريخية، فإن اختراع الطباعة كان مع ظهور تقنية السيريغرافيا، إذا ما تناولنا هذا الأمر من زاوية شمولية.
ولهذا فإن تقنية السيريغرافيا la sérigraphie أو ما يطلق عليها باللغة العربية الطباعة بالغربال، تعتبر من بين أقدم الوسائل التقنية في مجال الطباعة بعد اكتشافها من طرف الصينيين منذ القديم لأنها كانت مرتبطة بحضارتهم وتراثهم الذي يدخل ضمن نسق اليومي، وهي تقنية بدأت يدويا مع ظهور صناعة الحرير.
من هذا المنطلق ، كان الاهتمام بتقنيات الطباعة الفنية أساسيا، مما جعلنا نفكر كمجموعة كرافيك 88 في نشر الوعي بهذه التقنيات في إطار جمالي يطرح أسئلة موضوعية تضاهي في شموليتها كل الأجناس الفنية الأخرى.
كانت هذه التوطئة التاريخية ضرورية لفهم حيثيات هذه التقنيات، ولنضع القارئ في سياق الحديث عنها وما قد سوف تفرزه من إنجازات على المستوى الإبداعي، كجنس تعبيري له خصوصياته يختلف كل الاختلاف عن الأجناس البصرية المرتبطة بالفنون التشكيلية الأخرى.
معرض يَستعيد 36 سنة من فن الطباعة السيريغرافية
فنان وناقد تشكيلي